شكر وتقدير لشيخنا أبي عبد الله لزهر سنيقرة

عرض المقال
شكر وتقدير لشيخنا أبي عبد الله لزهر سنيقرة
3580 زائر
02-11-2015

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين .

أما بعد :

مما لا شك فيه أن هذه الدورات العلمية السلفية في بلاد الإسلام وفي غيرها من أرض الله الواسعة وخاصة بالدول الأوربية كان لها أثر بالغ في بيان الحق وهداية الناس إلى صراط الله المستقيم والحقيقة أن هذه الدورات العلمية هي دعوة إلى دين الله جل وعلا الذي ارتضاه تعالى للبشرية جميعًا فقال عز من قائل {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }[آل عمران آيه19].

وقال تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }[آل عمران آيه85].

والدعوة إلى الله شأنها عظيم وقدرها كبير فهي من أفضل الأعمال وأعظم الطاعات وأهم الواجبات فهي وظيفة الأنبياء والمرسلين ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين .

وقد دل على هذا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }[النحل125].

وقال عز من قائل : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[آل عمران104].

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى - :

والداعون إلى الخير هم الداعون إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا الداعون إلى فلان وفلان!

وقال تعالى : {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[يوسف108].

قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى - :

يقول الله تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن آمرًا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقه ومسلكه وسنته وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة وبرهان ويقين شرعي وعقلي .

وقال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }[فصلت33].

قال الحسن البصري – رحمه الله تعالى - : هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله .

وقال العلامة ابن باز – رحمه الله تعالى - : ففي هذه الآية الكريمة بيان أنه لا أحسن ممن دعا إلى الله وفي ذلك غاية الحث على الدعوة وغاية التحريض عليها إذا كان لا أحسن قولاً ممن دعا إلى الله فحقيق بالمؤمن وحقيق بطالب العلم أن يبادر ويسارع إلى هذا المقام العظيم مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم أحسن الناس قول وهم أئمة الهدى والدعوة وهم أولى الناس بالدخول في هذه الآية الكريمة لأنهم القدوة والأساس في الدعوة إلى الله عز وجل عليهم الصلاة والسلام .

وفي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ».رواه مسلم ، وأبو داود ، والترمذي .

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي – رضي الله عنه –« فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رواه أحمد .

ومن هذه الدورات التي ظهر فضلها وعم نفعها وأعطت ثمارها اليانعة دورة شيخنا الفاضل أبي عبد الله لزهر سنيقرة – حفظه الله – وسدد على درب الحق خطاه والتي أقيمت في عدة مدن فرنسية منها مدينة باريس وليون وبردو فقد قام –حفظه الله تعالى – من خلالها بشرح متون نافعة وإلقاء محاضرات قيمة في بيان منهج أهل السُّنَّة والجماعة استفاد منها الكثير من أبناء المسلمين بهذه الديار.

ومما أكرم الله به شيخنا – حفظه الله تعالى- في هذه الدورة المباركة أن أسلم على يديه أحد الفرنسيين وهذا من فضل الله عليه فنسأل الله جل وعلا أن يجزيه خير الجزاء في الدارين على ما أجاد به وأفاد وأن يجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

ومما يفرح ويسر ويثلج الصدور أيضًا ظهور الدعوة السلفية على غيرها من الدعوات الباطلة وكثرة الإقبال عليها من أبناء المسلمين وغيرهم من الذين دخلوا في الإسلام وهذا بحمد الله جل وعلا أمر ظاهر للعيان لا ينكره إلا حاسد أو حاقد على أهل الإيمان .

وختامًا :

نرجو من الله العلي القدير أن يعيد علينا هذه الزيارات المباركة من شيخنا ومن إخوانه من مشايخ الدعوة السلفية المشهود لهم بصحة المعتقد وسلامة المنهج إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .

وكتبه / أبو عبد الحليم محمد عبد الهادي

فرنسا

13/محرم/1437ه

   طباعة 
1 صوت