فتح الرحمان الرحيم في الرد على من أنكر الإستعاذة بالقرآن الكريم

عرض المقال
فتح الرحمان الرحيم في الرد على من أنكر الإستعاذة بالقرآن الكريم
6314 زائر
10-03-2019

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ..
*** أما بعد***
والله لقد عجبت من أمرك يا فواز المدخلي . يا أخي أسكت ولا تتكلم فيما لا تحسنه فإن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب فالقضية يا فواز قضية دين قضية عقيدة ،فلا يجوز لك ولا لغيرك الكلام في دين الله إلا بعلم وبصيرة
قال تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الْأَعْرَافِ: 33]
وقال أيضا {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لك به عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الْإِسْرَاءِ: 36].
والكلام على الله بغير علم أصل الشرك والكفران وأساس البدع والعصيان
قال فواز المدخلي:" أصلحني الله وإياه في صوتية له :هل القرآن مخلوق ؟.لا.. القرآن منزل. {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]. فهو منزل غير مخلوق .فلا يجوز الإستعاذة به"...إنتهى كلامه
أقول :سبحان الله كيف لا يجوز الإستعاذة بالقرآن الكريم؟،
فأين أنت من قوله صلى الله عليه وسلم «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك» .(1)
وقد سبق لكم أن ذكرتم هذ الحديث في أول الصوتية .ويبدو لي أنك ما فهمت معنى الحديث .
كلمات الله نور للقلوب وهداية للنفوس وسعادة في الدارين. لمن تعلق بها واسترشد بركتها أدرك سبيل النجاة وتحققت له الخيرات والبركات.
كلمات الله التامات هي التي لا يعتريها نقص ولا عيب بحال .لأنها اشتملت على الصدق والعدل. قال تعالى {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الْأَنْعَامِ: 115].
وقد ذكر أهل العلم أن كلمات الله نوعان ، كلمات كونية قدرية و كلمات شرعية دينية
أما الكلمات الكونية القدرية هي التي يكون الله بها الأشياء ويقدرها ،فلا شيء من الخلائق يخرج عن مشيئته وتكوينه فكل مخلوق وكل حدث لا يكون إلا بكلمات الله قال تعالى {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يس: (82) .
وقال عز وجل: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
فكل شيء لا يكون إلا بهذه الكلمة وفق إرادة الله ومشيئته لذلك سمي عيسى عليه السلام كلمة الله لأنه خلقه بكلمة كن فكان.
قال تعالى{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59]
وقال سبحانه { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ}. ومن المعلوم أن كل المخلوقات تكونت بكلمة الله وإنما اختص عيسى عليه السلام بذلك لكونه لم يخلق من أب كسائر بني آدم وإنما بالكلمة التي ألقيت إلى مريم ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح :"والكلمات الكونية مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يتجاوزهن بر ولا فاجر".ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} [التحريم: 12] .ويقول
ومن المعلوم أن هذا هو الكوني الذي لا يخرج منه شيء عن مشيئة وتكوينه".

وجاء أيضا في مجموع الفتاوى(م24 ص281): وَفِي السُّنَنِ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: {أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ} . وَلَمَّا جَاءَتْهُ الشَّيَاطِينُ بِلَهَبٍ مِنْ نَارٍ أَمَرَ بِهَذَا التَّعَوُّذِ:" أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ"..إه..(2)

قال ابن القيم:في كتابه [شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل]: وقوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق" فهذه كلماته الكونية التي يخلق بها ويكون ولو كانت الكلمات الدينية هي التي يأمر بها وينهى لكانت مما يجاوزهن الفجار والكفار.إه

وفي كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ : قال: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» : المقصود بـ " كلمات الله التامات " هنا الكلمات الكونية التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وهي المقصودة بقوله جل وعلا: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف: 109] وبقوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: 27] .إه

فسبب قولهم أنها كونية،قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر".

أما الكلمات الشرعية الدينية هي الوحي المنزل من أوامر الله ونواهيه. والقرآن من الكلمات الشرعية ،ذكر هذا غير واحد من علماء السنة ،وهذه الكلمات فيها الوقاية من كل سوء وشر ،وهي وقاية من الشر قبل وقوعه وبعد وقوعه .

قال ابن عبد البر في التمهيد(م 21ص241): وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفِقْهِ أَيْضًا أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَعَلَى ذَلِكَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَجْمَعُونَ وَهُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالرَّأْيِ فِي الْأَحْكَامِ وَلَوْ كَانَ كَلَامُ اللَّهِ أَوْ كَلِمَاتُ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ مَا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا أَنْ يَسْتَعِيذَ بِمَخْلُوقٍ دَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}[الجن:6]..
وقال في موضع آخر(م24 ص186):وفِي الِاسْتِعَاذَةِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ أَبْيَنُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ مِنْهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَصِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ لِأَنَّهُ مُحَالٌ أَنْ يُسْتَعَاذَ بِمَخْلُوقٍ وَعَلَى هَذَا جَمَاعَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
(وفي هذا الحديث "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق") قال الخطابي:كان الإمام أحمد يستدل به على أن كلام الله غير مخلوق لأنه صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق.

وذكر ابن القيم في زاد المعاد(م4ص155156): فَمِنَ التَّعَوُّذَاتِ وَالرُّقَى الْإِكْثَارُ مِنْ قِرَاءَةِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَمِنْهَا التَّعَوُّذَاتُ النَّبَوِيَّةُ.
نَحْوَ: ( «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» ) .
وَنَحْوَ: ( «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» ) .
وَنَحْوَ: ( «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، » ) .
وَإِنْ شَاءَ قَالَ: ( « حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» ) .
وَمَنْ جَرَّبَ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ وَالْعُوَذَ؛ عَرَفَ مِقْدَارَ مَنْفَعَتِهَا، وَشِدَّةَ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا وَهِيَ تَمْنَعُ وُصُولَ أَثَرِ الْعَائِنِ، وَتَدْفَعُهُ بَعْدَ وُصُولِهِ بِحَسَبِ قُوَّةِ إِيمَانِ قَائِلِهَا، وَقُوَّةِ نَفْسِهِ، وَاسْتِعْدَادِهِ، وَقُوَّةِ تَوَكُّلِهِ، وَثَبَاتِ قَلْبِهِ، فَإِنَّهَا سِلَاحٌ وَالسِّلَاحُ بِضَارِبِهِ..إه

وقال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لرياض الصالحين (م4ص219220): قوله: نزل منزلا يشمل من نزل منزلا في السفر إذا كان مسافرا ثم نزل ليستريح لغداء أو عشاء أو نوم أو غير ذلك فإنه إذا نزل يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وأعوذ أي: أعتصم بكلمات الله التامات، وكلمات الله التامات تشمل كلماته الكونية والشرعية فأما الكونية فهي التي ذكرها الله في قوله إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فيحميك الله تعالى بكلماته الكونية يدفع عنك ما يضرك إذا قلت هذا الكلام كذلك الكلمات الشرعية وهي الوحي فيها وقاية من كل سوء وشر وقاية من الشر قبل نزوله أما قبل نزوله فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح وأما بعد نزول الأثر فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة إذا قرئ بها على المريض فإنه يبرأ بها حتى إن الصحابي رضي الله عنه لما قرأ الفاتحة على سيد القوم الذي لدغ قام كأنما نشط من عقال يعني: برأ حاله لأن القرآن شفاء {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ورحمة للمؤمنين}.إه
قال الشيخ الفوزان في إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد:هذه هي الإستعاذة الشرعية البديلة من الإستعاذة الشركية ،فقوله " أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ" كلمات الله:المراد بها كلامه سبحانه وتعالى المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم والإستعاذة بالقرآن مشروعة ،لأن القرآن كلام الله ،والإستعاذة بالقرآن إستعاذة بصفة من صفات الله وهي الكلام ،وليست إستعاذة بمخلوق .
واستدل أهل السنة والجماعة بهذا الحديث على أن القرآن غير مخلوق ،لأنه لا تجوز الإستعاذة بالمخلوق ،فلو كان القرآن مخلوقا كما تقوله الجهمية والمعتزلة لصار هذا من الإستعاذة بالمخلوق ،وهي شرك بالله ،كما دل هذا الحديث على مشروعية الإستعاذة بالله عزوجل وترك الإستعاذة بغيره سبحانه وتعالى ..

و أخيرا أقول لفواز المدخلي إتق الله وتب إلى الله جل وعلا ،ولا تغتر بكثرة المطبلين إليك،الذين رفعوك إلى قبة السماء، وأنزلوك منزلة من العلم لست أهلا لها ،فالأمر خطير والمسألة دين، وما وقعت فيه من خطأ ليس زلة لسان وإنما الجهل ،وكم في الجهل من ضرر،ونصيحتي لك أن تطلب العلم الشرعي على أيدي العلماء الموثوقُ بعلمهم والمشهودُ لهم بصحة المعتقد وسلامة المنهج ،
واعلم أن العلم أمانة لا يجوز نشره إلا ما وافق الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

__كتبه: أخوكم محمد عبد الهادي__

في يوم :8 محرم 1440 ه
_____________________________________
رواه مسلم من حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها .
عن أبي التياح قال :سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين؟ قال: جاءت الشياطين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية، وتحدرت عليه من الجبال، وفيهم شيطان معه شعلة من نار، يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فرعب - قال جعفر: أحسبه قال: جعل يتأخر - قال: وجاء جبريل، فقال: يا محمد قل، قال: " ما أقول؟ " قال: " قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر،من شر ما خلق، وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير، يا رحمن "، فطفئت نار الشياطين، وهزمهم الله عز وجل... أخرجه أحمد في مسنده ،وابن أبي شيبة 8/61-62 و10/364-365. وأبو يعلى (6844) ، والعقيلي فيما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 113، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (637) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (137) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/95 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 2995)

   طباعة 
0 صوت