يا بُشْرى الأَخْبارِ الطَّيِّبَةِ: شيخُنا ربيع ء حَفظهُ اللهُ تعالى ء يُثني على الِّلقاءِ الذي جَمَعَ الشيخين الفاضلين، الشيخَ عبدَ الحليمِ عبدَ الهادي، والشيخَ أبا إسلامٍ سليمٍ الجزائريَّ ء حفظهما اللهُ تعالى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم، محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد،،
فلقد منّ الله علينا وفضّل بأن يسّر لأهل السنة علماء ربانيين حريصين، يتابعون أخبار إخوتهم من أهل السنة، في كل مكان، هنا وهناك، وان تباعدت الأقطار، هؤلاء العلماء الذين يفرحون لفرح إخوتهم ويحزنون لحزنهم، وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى (متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه وهذا لفظ مسلم).
قلت: وهذا له مفهوم إذ العكس بالعكس؛ فكلما كانت الشكاية في أحد الأعضاء كان التداعي في سائر الجسد أكبر وأكثر، وإذا برئت الأعضاء من كل مكروه يقوى ذلك سائر الجسد ولا بُدّ. والله تعالى أعلم.
ومن هؤلاء العلماء الربانيين، إمامٌ عوّدنا على تفقّده لأخبار إخوته وأبناءه من أهل السنة الذين يحبهم ويحبونه، وهذا ما عهدناه فيه رحيماً بإخوته شفيقاً عليهم، شديداً على غيرهم، وهذا شأن أهل السنة. ذلك الإمام هو شيخنا ووالدنا وحبيبنا ربيع بن هادي المدخلي أطال الله بقاءه وأحسن عمله وخاتمته.
نعم، فقد سرّنا ما سمعناه عن سماع شيخنا الربيع لخبر اللقاء الذي جمع الشيخين الفاضلين عبد الحليم عبد الهادي والشيخ أبا إسلام سليم الجزائري قبل أيام، وكان الرد جميلاً كما عهدناه؛ إذ فرح أشدَّ الفرح، وأثنى ثناء عطراً على ما حصل.
وهذا ما نقله لنا أحد الشيوخ الأفاضل المقرّبين لدى الشيخ؛ إذ هو الذي نقل للشيخ خبر هذا اللقاء.
وإننا لنشكر الله تعالى أوّلاً وآخراً على منّه وكرمه وفضله علينا، ثم نشكر شيخنا الربيع على تتبعه لأخبارنا أوّلاً بأوّل، وحُقّ لنا أن نناديه: إمام السنة في هذا الزمان، وحامل راية الجرح والتعديل، وحُقَّ لنا أن نمتحن الرجال به.
كما أننا نشكر فضيلة الشيخ الذي اعتذر لنا بذكر اسمه هنا، ونسأل الله تعالى أن يجعل عمله هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجزيه خير الجزاء، ونقول له: بشّرك اللهُ بالفردوس الأعلى يا ناقل البِشْرِ.
ومن هنا ندعو جميع الإخوة السلفيين شيوخنا وإخوتنا وأبناءنا الذين مسّهم الشيطان بضرّ الشحناء يوماً ما، أن يسارعوا إلى أن يزيلوا أسباب الخلاف، وأن لا يدعوا فُرجاً للشيطان وأهله.
نسأل الله الكريم، رب العرش العظيم، أن يبارك في عمر علماءنا الأفاضل، الذين بدونهم لا نعرف كيف حال الدنيا يصير، وكيف من غيرهم نقوى على العيش في زمان تتكالب فيه الفتن.
اللهم اجمع بين الإخوة السلفية على ما تحبه وترضى، وجنّبهم نزغات الشياطين، إنك على ذلك قدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.
هذا ما انتدبنا لتسطيره شيخنا الفاضل أبو إسلام سليم بن عبد الرحمن الجزائري ء حفظه الله تعالى |